أصدقاؤنا.. قدواتنا في القول والعمل


حينما يكون بمثابة الأخ الكبير، أو الأخ المخلص الذي يريد لي الخير والصلاح والسعادة، ويبتعد بي عن مواطن الإنحراف والبذاءة والسوء والفحشاء والمنكر، حينذاك يكون الصديق الصدوق، والأخ الثقة الذي يعرّفني عيوبي ليقوّمني، والذي أرى في سمته وهداه ومسيرته ما يرفع من درجة إيماني بالله، وحبّي للخير، وأملي بالنجاح، وهو الذي أسمع منه وأرى ما ينزع أشواك الغلّ ونزغات الشيطان من صدري.
هو الصديق الوفيّ المخلص الغيور على أخلاقي وديني وسمعتي، وهو معلّم آخر يضاف إلى والديّ ومعلّمي.
فحينما أجد صديقاً صادقاً دائماً معي، فهو وإن لم يكن يقصد أن يكون قدوتي في الصدق. لكنّه سيكون كذلك لأنّني سأستمدّ منه حرارة الصدق في القول والعمل والموقف.
حينما تعثر الفتاة على صديقة محتشمة نجيبة، فهي ستتأثر بها، وستنهل من أخلاقها وستكون قدوتها لا سيما إذا كانت لا تعيش العناد والإصرار والتساهل في الإلتزامات الدينية، وصادق هو الشاعر الذي يقول:
صاحب أخا ثقةٍ تحظى بصحبته **** فالطبع مكتسبٌ من كلّ مصحوب
كالريحِ آخذةٌ ممّا تمرّ بهِ **** نتناً من النتن أو طيباً من الطيب
إنّ الحديث الشريف: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يخالل" يعني بكلمة "على خليله" أنّه يقتدي ويتأثّر به لدرجة أنّه يدين بدينه، فإن كان صالحاً زاده صلاحاً وتقوى، وإن كان سيِّئاً فاسقاً جرّه إلى أماكن السوء والإنحراف والهلكة.
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook