سيرتك الذاتية.. إجعلها رسولك الأمين


يتمثل الغرض من (CV) إعلام "القارئ"(*) بإيجاز في عدد من النقاط عن ذاتك. هذه النقاط عادة تتضمن:
- تفاصيل شخصية (Personal details) (الإسم، العنوان، التليفون).
- التعليم (Education).
- التدريب المكتسب (Training received).
- تاريخ العمل (Work history) (إسم الجهة ومدة الخدمة).
- المهارات التي تمتلكها (Skills you possess).
بعض التفاصيل الأخرى التي قد تضاف.
- العمر والحالة الزواجية.
- عناوين جهات العمل السابقة.
- الهوايات والإهتمامات.
- الأفراد الذين يمكن الرجوع إليهم.
ومع ذلك، يمكن أن تكون (CV) أكثر من مجرّد إعلام القارئ.
إنّ (CV) وثيقة ترويجية تسلط الأضواء على مهاراتك، وإنجازاتك، وخبرتك بطريقة تدفع القارئ إلى عقد لقاء معك.
إنّ هدف (CV) ليس الحصول على وظيفة، أو التعاقد على مشروع، ولكن أن تفوز بتحديد موعد مقابلتك.
تلعب (CV) دوراً محورياً في نقلك من حيث تكون إلى حيث تريد أن تكون، ومن ثمّ فإنّها:
* تنهى، أو تساعد في استيفاء إستمار طلب الوظيفة.
* إنّها غالباً مصحوبة بخطاب.
* إنها تؤدى إلى كل اللقاءات أو المقابلات المهمة.
- فرصتك للبيع وليس السرد القصصى To (sell) Not (Tell):
عندما تفكر في شراء منزل، فإنّك تذهب إلى سماسرة العقارات لتجمع عدداً من تفاصيل بيانات المنزل الذي تريد شراءه – في الواقع البيانات كثيرة جدّاً!! مهمة التفاصيل أن تحرك إهتمامك بعملية الشراء.
* تعلمك بخصائص المنزل.
* تقدم عملية التملك بطرق تبدو أكثر سهولة مما يدفعك لرؤيته ثمّ تنظر إلى التفاصيل وتقول "سوف أشتري هذا المنزل".
إنّ مَن يريد أن يشتري منزلاً لديه عدد من الخصائص يختار من بينها وعادة يكون لدى الأفراد عدد من المعايير التي يسعون إلى تحقيقها:
* السعر.
* الموقع.
* عدد الحجرات.
* مساحة الحديقة.
ولكن هناك منازل كثيرة قد تلبى هذه المعايير. ومن ثمّ، فإن مهمة السمسار أن يقدم تلك التفاصيل بأكثر الطرق جاذبية، لكي يذهب مَن يريد الشراء إلى العقار لكي يكتشف بنفسه المزيد. يجب أن تقوم سيرتنا الذاتية (CV) بنفس مهمة السمسار. مهما كان الغرض من (CV)، فإن غرضنا لن يتحقق إلا إذا أوصلتنا إلى المقابلة أو اللقاء. إنّه من الحيوي أن نقدم أنفسنا في بيان أكثر ملاءمة وأكثر شمولاً. ومن ثمّ فإن (CV) ليست ببساطة ما نسعى من ورائها إلى توفير معلومات عن أنفسنا.
- سيرتنا الذاتية (CV) هي النشرة الموجزة عن الترويج لذاتنا.
على خلاف إستمارة طلب التوظف، حيث يكون إختيارنا محدوداً جدّاً فيما يجب أن نضمنه، والطريقة التي نقدم بها المعلومات، فإنّ (CV) مختلفة تماماً:
* نحن نصمم هيكل (CV) الخاصة بنا.
* نحن نقرر ماذا تتضمنه، وماذا لا تتضمنه.
* نحن نحدد الحجم الذي سوف تكون عليه.
إنّنا نتنافس في سوق مزدحم، آملين في الإستحواذ على إهتمام القارئ. عندما تعلن إحدى الشركات عن شغل وظيفة واحدة شاغرة، قد يتقدم لها مئات، إن لم يكن آلاف الطلبات. ولذلك:
* كيف نجعل طلباتنا أكثر تميزاً؟
* كيف يمكننا أن نحدث إنطباعاً إيجابياً ومباشراً على القارئ؟
عندما ننظر إلى سيرتنا الذاتية (CV) على أنها رسالة ترويجية عن ذواتنا، والتي تعلن ما الذي قد فعلناه سابقاً؟ وما الذي يمكن أن نفعله للقارئ؟ حينئذ يصبح لدينا فرصة متزايدة لتحقيق أهدافنا.
لسوء الحظ، يذهب كثير من الأفراد مباشرة إلى "طريقة السرد القصصى" من بين هذه العينات التي خضعت للدراسة، كانت تحتوي سيرة صاحبها الذاتية على تسع صفحات مملوءة بالمعلومات عن:
* العمر وتاريخ الميلاد (لمجرد تأكيد عمره الحقيقي).
* كل المدارس والمعاهد والكليات التي التحق بها طوال حياته.
* السنة التي تزوج فيها.
* أولاده وأعمار كل منهم.
* كل هواياته وإهتماماته.
تلي هذا نظرة شاملة تفصيلية تناولت 35 عاماً هي كل حياته المهنية. مع الأسف، لم يكن هناك مكان تذهب إليه كل هذه المعلومات غير سلة المهملات!!
عندما تكتب سيرتك الذاتية (CV)، يجب أن تتذكر الآتي:
- يجب أن تكون:
* ملائمة.
* مروجة (بائعة) لإنجازاتك.
* سهلة القراءة والمتابعة.
* صادقة.
* معبرة عن المهارات التي قد طورتها في كل من داخل، وخارج العمل.
- لا ينبغي أن تكون:
* حافلة بالمعلومات غير الملائمة.
* قائمة من الألقاب والواجبات الوظيفية.
* خليطاً من بيانات ومعلومات غير مرتبة.
* غامضة وتفتقر إلى التفاصيل.
* غير أمينة.
- اعرف نفسك جيِّداً:
يستطيع كثير من الأفراد تحديد النقاط التي يتميّز بها الآخرون، ولكنهم يجدون هذا صعباً مع أنفسهم. إنّهم يشعرون بعدم الراحة. ليست هذه دعوة للغرور والتكبر، وأن تخبر كل الناس كيف أنك الفارس الذي لا يشق له غبار!! وإنّما هي دعوة إلى أن نتأمل بأمانة وإيجابية في:
* مَن نحن؟ (Who we are?).
* ماذا قد لعلنا؟ (What we have done?).
* ماذا نستطيع أن نفعله؟ (What we are capable of doing?).
نحن نأخذ أنفسنا، قدراتنا، خصائصنا، سماتنا، وقوتنا كقضية مسلمة؛ كيفية رؤيتك لنفسك. مسألة حيوية. ومن ثمّ، يعاني كثيرون منّا تدني التقدير لذواتهم، ولذلك نفشل في إنجاز إمكاناتنا. كيف ننقل حقيقتنا إلى الآخرين؟ مسألة أيضاً في غاية الأهمية. إنّ "السيرة الذاتية" إحدى أهم الطرق لذلك. ومن ثمّ استثمر هذا الكتاب، وابذل بعض الوقت في تشكيل حياتك.
- قائمة إستقصاء:
1- دوّن الآن تعريفك للغرض من (CV).
2- ما الفرق بين (CV) ونموذج طلب الوظيفة؟
3- اذكر خمسة إستخدامات للسيرة الذاتية (CV).
4- ما هي أكثر الأخطاء شيوعاً التي يرتكبها الأفراد عند استيفاء (CV)؟
5- أكمل هذه الجملة "ليست جودة المنتج هي التي تحدد نجاحه، ولكن...".
- ماذا لديك إذن لتبيعه؟
لابدّ أنّك قد سمعت، كما سمع الكثيرون مثل هذه التعليقات:
* "إنني طوال حياتي لم أعمل إلا في... ماذا يمكنني أن أفعله غير ذلك؟".
* "سوف لا أحصل على عمل آخر، ليس هناك طلب على حرفتي/ مهنتي".
* "ليس لديَّ أيّة مؤهلات، هذه معضلتي الكبرى!!".
* "أعرف أنني أستطيع القيام بالوظيفة، ولكن ليس لديَّ الخبرة الكافية".
هذه تعليقات قابلة للفهم، تتردد على ألسنة العديد من الأفراد. أيها يمكن أن تنطبق على حالتك؟ هل يمكنك أن تضيف إليها أي تعليقات أخرى؟
غالباً يقع معظمنا في هذه المصيدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يقصد بالقارئ هنا عضو لجنة المقابلة القارئ للسيرة الذاتية.
المصدر: كتاب كيف تكتب سيرتك الذاتية (CV)
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook