تضخم البروستاتا.. الأعراض وسبل الوقاية


أسئلة كثيرة ومظاهر وعوامل قلق يطرحها تضخم البروستاتا على المريض.. فما هي الأعراض والأسباب والمخاطر؟ وما سبل الوقاية منها؟.. أسئلة يجيب عنها الدكتور أشرف كامل إستشاري المسالك البولية والتناسلية في دبي.
قال الدكتور أشرف: يعتقد أنّ الهورمون الذكري النشط (DHT) ينقل ويتركز في نوى خلايا البروستاتا ويؤدي إلى سلسلة من الأحداث ينتج عنها تكون بروتينات تسمى بعوامل النمو (Growth Factors) وهذه تؤدي إلى فرط نمو الخلايا ومن ثمّ إلى زيادة حجم أنسجة البروستاتا. وعلى رغم عدم وجود دليل قوي على أنّ هذا التضخم يجري في بعض العائلات دون غيرها؛ فإن بعض الباحثين يعتقد أنّ تضخم البروستاتا (BPH) يحدث نتيجة "برمجة جينية" وتعليمات مسبقة لخلايا البروستاتا بأن تكبر على هذا النحو. واتباع هذه الأوامر يحدث كنوع من "اليقظة" للخلايا في مرحلة متأخرة من العمر، في قطاع معيّن من الخلايا.
* وهل هناك هورمونات لها علاقة بحدوث التضخم؟
- إنّ جسم الرجل ينتج كلا النوعين من الهورمونات الجنسية، أي الهورمون الذكري (تستسترون) والهورمون الأنثوي (إستروجين)، وتكون كمية الهورمون الأنثوي ضئيلة بالطبع في جسم الرجل مقارنة بالهورمون الذكري، ويكون بينهما توازن أو تناسب معيّن، وهذان الهورمونان يؤثران في نسيج البروستاتا ويحفزان النمو. ومع التقدم في السن يختل هذا التوازن بين الهورمون الذكري والأنثوي، نظراً إلى إنخفاض إنتاج الهورمون الذكري، ويعتقد أنّ هذا الخلل يؤدي إلى زيادة نشاط المواد التي تؤدي إلى زيادة نمو خلايا البروستاتا (عوامل النمو).
* وهل هناك عوامل تساعد على تضخم البروستاتا، بحيث يمكن تجنبها أو الوقاية منها؟
- لم يثبت أنّ هناك علاقة بين تضخم البروستاتا وبين بعض العادات السيِّئة، كالتدخين والإفراط في تناول الكافين (القهوة والشاي) وإضطرابات السلوك الجنسي، وكذلك إلتهابات البروستاتا السابقة، أمّا العامل الذي ثبتت مساعدته على حدوث تضخم البروستاتا، فهو الإستعانة بالمنشطات التي تعتمد على إعطاء الهورمون الذكري لتقوية الجسم، وهو ما يلجأ إليه بعض الرياضيين وخاصة الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام.. وقد لوحظ من الدراسات أن معدل حدوث تضخم البروستاتا يقل بين الآسيوين الذي يعيشون في آسيا، لكنه يزيد بين الآسيوين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة، ويعتقد أن تغيّر العادات الغذائية والمعيشية للنمط الأمريكي، كان السبب وراء تضخم البروستاتا، لذلك يعتقد أن أسلوب التغذية الآسيوي، الذي يتميّز بقلة الدهون والكليسترول يساعد على الحد من المرض.
* ما الأعراض الدالة على وجود تضخم البروستاتا؟
- يؤدي تضخم البروستاتا إلى أعراض ومتاعب مختلفة، تحدث على مراحل، ولا يشترط حدوثها جميعاً، منها:
- كثيرة التبول، وخاصة في أثناء الليل وصعوبته وعدم سهولة خروجه، وضعف تيار البول في أثناء مروره.
- صعوبة توقف التبول، أي إستمرار نزول بعض نقاط من البول بعد الإنتهاء.
- حدوث الرغبة بالتبول بشكل مصلح وإضطراري فجأة.
- الإحساس بعدم إفراغ المثانة تماماً من البول، ومن ثمّ تكرار تجدد الرغبة في التبول، أي إحتباس البول بدرجات متفاوتة وصعوبة إخراجه.
* هل يمكن توقع حدوث تضخم البروستاتا؟
- لا يمكن ذلك، لأن تضخم البروستاتا لا يحدث بين يوم وليلة وإنّما تدريجياً على مدى بضع سنين، كما أنّ هذا التضخم لا يفصح عن وجوده بمجرّد حدوثه؛ لأنّ المثابة البولية تكيّف نفسها في البداية. وتقوي إنقباضاتها العضلية، ما يسمح بمرور البول بطريقة طبيعية تقريباً، ولكن مع إستمرار التضخم، لا تستطيع المثانة أن تتكيف أكثر، وهنا تبدأ مشكلات التبول على النحو السابق.
* ولماذا تحدث كثرة التبول في أثناء الليل على وجه الخصوص؟
في الحقيقة هي تحدث في النهار أيضاً، لكن تكرار التبول في النهار، حيث النشاط والسعي والحركة، أمر لا يكاد يكون ذا أهمية كبيرة أو ملحوظاً بشكل واضح، أمّا الإستيقاظ من النوم بغرض التبول، فإنّه أمر مزعج، لذا فهو أكثر ملاحظة، هذا إضافة إلى أنّ الدفء في أثناء النوم ينشط خروج البول، بينما يؤدي تقطع النوم إلى شعور بالإجهاد والتوتر وعدم الراحة صباح اليوم التالي.
* وما خطورة احتجاز كمية من البول في المثانة؟
- احتجاز كمية من البول في المثانة بشكل دائم من المشكلات البالغة الأثر، لأنّ هذا البول الراكد المحتجز يعد بية مشجعة على نمو وإنتشار البكتيريا، ما يؤدي إلى حدوث عدوى أو إلتهاب في المثانة قد يتصاعد ويصل للكلية، ومن علامات ذلك حدوث حرقان في أثناء التبول وظهور البول بلون عكر وبرائحة أشبه في كثير من الأحيان برائحة "الماشية"، وفي مرحلة متقدمة يزيد فيها احتجاز البول وتصبح المثانة غير قادرة على استيعاب البول الجديد الذي يأتيها من الكليتين، فتقوم بصورة لا إرادية بالسماح لجزء منه بالتسرب، فيحدث التبول اللاإرادي.
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook