الى كل الأباء: شخصية الطفل القنفدية -خطر !! -


هل سمعت عن الشخصية القنفدية؟ لا أظن ذلك، لأنه اسم خطر لنا أن نطلقه على بعض الأطفال أو الفتيات أو الفتيان، الذين تصيبهم حالة انطواء مفاجئ، كرد فعل مبالغ فيه لحديثنا أو سلوكنا معهم، فالقنفد إذا شعر بالخوف يُكَوِّرُ جسمه، فيبدو على هيئة كرة شوكية تحميه من الخطر.

كذلك بعض الأطفال، قد يبدو الواحد منهم طبيعيا، يلهو ويلعب، يتكلم و يضحك، فإذا وجَّهنا إليه قولا أو سلوكا معينا,نُفَاجأ برد فعله، ينطوي و يَتَكَوَّرُ كالقنفد، يشعر كأننا نكرهه! وهنا تختلف ردود أفعال الآباء و الأمهات تجاه أحد أولادهم إذا مر بهذه الحالة.

هناك من يحاول الحوار معه بالعقل و المنطق، يسأله كأنه يستجوبه’ يقول له : لماذا تغيرت فجأة.. إنني لم أفعل شيئاً يستحق كل هذا الغضب، لماذا لا تكون مثل إخوتك؟ إنهم يأخذون مثل هذه الأمور ببساطة، ولكنه يظل في حالته القُنفدية، مما يدفع الأم أو الأب إلى الغضب بسبب عدم استجابته، فيتركه.. أو يَزْجُرُه وربما ينفعل و يضربه، فتزداد المشكلة سوءاً و تعقيداً، فكيف نتعامل مع هذه الحالة إذن؟!

القنفد حينما يَتَكَوَّر حول نفسه، فإنًّ أيَّ محاولة لِفَكِّ هذا التَّكَوُّر بالقوة، لا تزيده إلا إصرارا على الإنطواء و التَّكَوُّر، لأن هذه المحاولات، تشعره بمزيد من الخطر، أما إذا سكبنا عليه ماءً، فإنه يخرج مسرعا من حالة التَّكَوُّر، ليس معنىذلك أننا نسكب ماءً على أحد أولادنا إذا انطوى و تكور، ولكن نسكب عليه مزيجا من الحب و العطف و الحنان و التفهم، نتحدث معه في أمر يحبه، ونبتعد به عن الأسباب التي أدت به إلى التَّكَوُّر، فإذا عاد إلى حالته الطبيعية و أصبح مستعدا لاستقبال كلامنا و نصائحنا، قلنا له ما نشاء.

قد تكون هذه الطريقة الأفضل للتعامل مع أحد أولادنا إذا مر بهذه الحالة، و هي لا تأتي من الفراغ، وإنما هي نِتَاجُ مزيج داخلي، و مُجْمَلُ الظروف التي يمر بها في المحيط الأسري، لذا علينا مراجعة أنفسنا، لعلنا نضع أيدينا على موضع الخلل في سلوكنا نعه.

تحرير : إسماعيل بديع.