|
|
أسئلة الأولاد عن الجنس كثيرة والجواب سهل، وذلك من خلال الإجابات البسيطة الواضحة عن تساؤلاته.
- أوّلاً: الفترة من 3-6 سنوات:
تتركز الأسئلة في هذه الفترة حول الحمل وكيفية الولادة، والفارق بين الجنسين.
1- تساؤلات حول الحمل والولادة:
وهنا يمكن ببساطة شديدة شرح مراحل تطوّر النطفة، والعلقة، المضغة عن طريق الكتب أو شرائط الفيديو. ويكون السؤال المتوقع من الطفل في خلال هذه الشروحات هو:
الطفل: من أين جاءت البذرة التي تنبت في رحم الأُم؟
- أوّلاً: الفترة من 3-6 سنوات:
تتركز الأسئلة في هذه الفترة حول الحمل وكيفية الولادة، والفارق بين الجنسين.
1- تساؤلات حول الحمل والولادة:
وهنا يمكن ببساطة شديدة شرح مراحل تطوّر النطفة، والعلقة، المضغة عن طريق الكتب أو شرائط الفيديو. ويكون السؤال المتوقع من الطفل في خلال هذه الشروحات هو:
الطفل: من أين جاءت البذرة التي تنبت في رحم الأُم؟
هنا لا داعي إطلاقاً للكذب أو للإحراج فعلى المربي أن يجيب ببساطة.
المربي: الأب لديه جزء معيّن يعطيه للأُم، والله سبحانه وتعالى بقدرته يحمي هذا الجزء، وينفخ فيه الروح، ويعطيه القدرة على النمو فيكبر ويكبر حتى ينمو الطفل، ثمّ يولد.
الطفل: كيف يعطي الأب إلى الأُم هذا الجزء؟
المربي: الله سبحانه وتعالى يُعلّم كل أب طريقة فعل ذلك.
وقد يسأل مثلاً من اين يأتي الأولاد، فتقول له من مكان خاص في بطن الأُم، يسأل عندها وكيف يدخل الولد في بطن أُمّه؟ ولا شك أن من حق الولد أن يسأل عن هذا السؤال الطبيعي.
يخلق الله الولد في بطن الأُم (أو رحمها)؛ لأنّ الأب يضع هناك نطفة أو بذرة تندمج وتنمو مع بيضة في الأُم فبذرة من الأب وواحدة من الأُم في ذلك المكان الآمن المستقر، ويصبحان بعد ذلك بذرة واحدة لتنمو وتكبر وتصبح ولداً صغيراً.
ولا شك أنّ الولد سيقبل هذا الشرح كما يتقبل غيره من الشروح التي يسمعها من والديه عن أمور أخرى في الحياة وإذا سأل السؤال المعهود، كيف يخرج الطفل من بطن أُمّه؟ فيمكن أن تشرح له ببساطة أنّ للأُم ككل النساء فتحة طبيعية قريبة من فتحة البول، وكما أنّ للأب فتحة صغيرة حيث تخرج البذرة منها، بذلك يخرج الطفل من فتحة الأُم هذه في أسفل بطنها عندما يكبر ويصبح طفلاً كاملاً.
2- تساؤلات حول الفارق بين الجنسين:
يتبلور إدراك الفارق بين الجنسين بداية من سن الثانية والنصف، وهنا يجدر الذكر أيضاً ضرورة إفهام الأبناء أن قضية وجود جنسين هي قضية إختلاف نوعي يعطي لكل من الجنسين دوره المتميز المكمل لدور الآخر، فلابدّ أن تدرك الإبنة أنها لا تملك شيئاً أقل من الولد، ولكن الأعضاء المختلفة التي تملكها بداخل جسدها وهي الرحم – ولابدّ من الحديث هنا بنبرة الإعتزاز بهذا الفارق – فهي إن شاء الله ستكون أُمّاً تحمل وتلد، وتصبح الجنة تحت أقدامها وهو ما ليس بمقدور الولد، ومن ناحية أخرى لابدّ من تربية الإبنة منذ الصغر (بدءاً من 7 سنوات) على إشعارها بأن جسدها شيء خاص بها غالٍ، لا تفرط فيه، فلا تسمح لأي أحد أن يختلس النظرات إليه ولا يلامسها.
- ثانياً: الفترة من 6 سنوات إلى المراهقة:
في هذه المرحلة يبدأ الولد مرحلة الوصول إلى النضج الجنسي والنفسي، وتهدأ حياته الإنفعالية، وتتزن وتنمو مشاعر هادئة كالرغبة في تحصيل المعلومات وتنمية المهارات المدرسية، وهي "مرحلة الكمون" بلغة علماء النفس.. فنرى كيف أن تساؤلاته تطوّرت وفقاً لنموه العقلي واتّساع خبرته، وأصبحت أكثر دقة، وقد يعتقد البعض أنّه لا يجهل شيئاً بسبب غزو الفضائيات، والفيديو، والإنترنيت.
في نفس هذا الوقت نرى الفتى/ الفتاة يُظهر تحفظاً أكبر حيال الموضوع؛ وذلك لعدة أسباب، أو لها شخصيته بدأت في الإستقلال عن الأهل، كما أنّه أصبح أكثر تحسساً للموانع الإجتماعية، وسمة التكتم الذي يحيط بالعلاقة الحميمة. كما أنّه في هذه الفترة يجد راحة أكبر في التحدث عن هذه الأمور الدقيقة مع أناس آخرين لا تجمعه بهم علاقة حميمة كالوالدين.
- ثالثاً: الإستعداد لمرحلة المراهقة:
بدءاً من سن العاشرة عند الإبن، الثامنة عند الإبنة لابدّ من إعدادهم لتحولات المراهقة بشرح وافٍ. وتُقدّم هذه التحوّلات لهما على أنها ترقية ومسؤولية، فقد تبدو بوادر المراهقة في سن مبكرة، خاصة عند البنات؛ لذا ينبغي أن نسلّح الأبناء بمعلومات كافية حولها كي يدخلوها بحد أدنى من القلق، وبحد أقصى من الشوق والرغبة. أما إذا حرم/ حرمت من هذه المعلومات، فقد يصدم بالتحولات المباغتة التي تطرأ عليه، وقد يتوهم عند حدوثها أن ما يحصل في جسده من تغييرات وما يرافقها من أحاسيس جديدة، إنما هي ظواهر غير طبيعية أو أعراض مرضية.
* لماذا يجد الآباء صعوبة في محادثة الطفل عما يريده في الإجابة عن تساؤلاته؟
إنّ التهرب من الرد على أسئلة الأطفال وتعمد تأجيل الإجابة عليها قد يتركهم نهب صراعات فكرية تؤثِّر في حياتهم النفسية بشكل أو بآخر.
التربية الجنسية للطفل يجب ألا تترك، للصدقة، بل لابدّ أن تبدأ في المنزل وتستمر في المدرسة بالروح العلمية الهادئة.
قال أحد الآباء: إنّه صغير جدّاً، أو إنني لا أريد أن أفتح عينيه على مثل تلك الأمور.
وقد يجيب بعض الآباء في حيرة قائلين، إننا نعلم ضرورة إجابة الطفل على تساؤلاته الجنسية، ولكن إننا نخجل ولا نعرف من أين نبدأ؟، أي أنّ الآباء يترددون في شرح المسائل الجنسية لأطفالهم، لا لأنّ الحقيقة التي يتشدقون بها ستضر بالأطفال أو تخدش من حياتهم، ولكن لأنّهم هم أنفسهم يخجلون من البوح بها.
أمّا إذا كنت ستتعلثم وتخجل حينما تحاول التكلم بصراحة، فإن لهجتك ستظهر للطفل أن تساؤلاته وفضوله في المعرفة عن تلك المسائل غير مرغوب فيها أو غير لائقة، مما قد تطبع في نفسه فكرة الإثم والذنب مما يخجله هو بالتالي، وينزوي بنفسه أو ينطق بتلك التساؤلات لمعرفة مكنوناتها من مصادر قد تكون مضللة غير سوية.
ومن المستحسن أن تكون الأجوبة واضحة وبسيطة لدرجة يستطيع الطفل إستيعابها، فقد يبدأ الطفل اللعب بأعضائه الجنسية من سن الطفولة الأولى عن طريق اللعب العادي أو الرغبة في الكشف العادي لأجزاء الجسم، وقد يشتق الطفل من هذه الملامسة لذة كما يشتقها من أي جزء آخر من أجزاء جسمه، ولكن يحدث أن ينهره ووالده بشدة أو يضربانه مما قد يلفت نظر الطفل إلى هذا الجزء من أعضائه مما يزيد من أهميته في نظره أو إلى غرس صورة في ذهنه عن قبح هذا العضو وقذارته مما قد يكون له أثر سيِّئ في مستقبل حياته.
فالطفل يتعلم الفرق بين اليد والقدم وبين الذراع والساق، بينما نجد أنّ الأعضاء التناسلية تحتفظ بالسرية التامة كأن تشير الأُم على الصبي وتقول للطفل: ما هذا؟ فيقول: عين، وكذلك باقي الأعضاء عدا الأعضاء التناسلية.
- مشاهد وأسئلة:
وهناك بعض الأسئلة التي يحار الأطفال غالباً في معرفة الإجابة عليها، والتي كثيراً ما يتهرب الآباء عن الإجابة أو يعمدون إلى تأجيلها بصورة أو بأخرى من تلك، من أين جئت أنا؟ الرد: ينمو الطفل داخل بطن الأُم ثمّ يخرج منها ليكبر مثلك. كيف ولدت أنا؟ الرد: إنك كنت صغيراً ولذا بقيت في بطن أُمّك حتى كبرت ثمّ خرجت من بطنها من فتحة تسمى الفرج، قد يثار سؤال خاص يدور الأب، وعادة لا يثار هذا السؤال حتى سن متأخرة نسبيّاً وهذا السؤال هو: كيف وجدت في بطنك؟ الرد: كل شيء حي لابدّ أن يكون له أبوان، نسمى أحدهما الذكر وهذا هو بابا والأخرى أنثى وهي ماما، وأنا كنت فين قبل ما أتولد؟ الرد: كنت نونو في بطن ماما أيضاً، وإزاي دخلت بطن ماما؟ الرد: بنا خلقك من بيضة ضغيرة في بطن ماما، والبيضة فضلت تكبر وبعدين مما ولدتك، وأنا جيت من بطن ماما إزاي؟ الرد: أتولدت بعد ما كبرت في بطن ماما، وأنا أتولدت منين؟ الرد: ماما ولدتك من بين رجليها.
وإذا سألت الطفلة لماذا لا تستطيع التبول وهي واقفة مثل أخيها؟ فعلى الأبوين إستقبال السؤال بهدوء والإجابة عليها بهدوء أيضاً، وذلك بالرد التالي: علشان إنتي بنت حلوة ومش لك زي الولد.
وإذا سألت وليه أن مش زي الولد؟ الرد: علشان ربنا خلق من كل نوع ذكراً وأنثى، وكل نوع عنده حاجات مش عند النوع الثاني، شوفي أنتِ عندك شعر طويل جميل عشان إنتي بنوته حلوة، لكن أخوك شعره قصير علشان هو ولد.
وإذا رأى الطفل أبوه يحتضن أُمّه ويقبلها، فسوف يتساءل ليه يا بابا بتبوس ماما وتحضنها مش كده عيب؟
عندئذٍ على الأب أن يستقبل السؤال دون إرتباك أو تهديد للطفل أو طرده بعيداً، بل عليه أن يحمل الطفل ويقبله ويحتضنه ويقول له: أنا أبوسك وأحضنك عشان بحبك، وكمان بحب ماما عشان كده كنت أبوسها وأحضنها زيك.
لابدّ للكبار من إحترام فضول الطفل، وأن تؤخذ الأسئلة بمنتهى الجدية وبصبر طويل، وخصوصاً عندما تتوالى الأسئلة وتتولد من بعضها الآخر. قد يثير بعض الأطفال أسئلة مخجلة في الأماكن العامة أو في أثناء إصطحابهم في زيارات الوالدين لأصدقائهما أو للمعارف والأقارب.
ويجب على الآباء يتضايقوا أو يثوروا على الطفل بالنهر والزجر الشديد، وإنما يجب إفهام الطفل بهدوء أنّه ليس من المناسب الإجابة على أي سؤال أمام الناس، وذلك بإيماءة بسيطة سر فيها الوادان للطفل في أذنه، بذلك نعلم الطفل أنّه ليس كل سؤال يسأل في أي وقت وفي أي مكان.
إنّ محاولات الإخفاء والتمويه الشديدة عن الطفل، وعدم مناقشته في هذه الأمور بشكل مبسط، يجعله يعتقد أنّ هذه العلاقة آثمة ومحرمة وغير مقبولة أخلاقياً مع الآخرين.
- محاذير الإجابات عن أسئلة أولادنا الجنسية:
قاعدة هامة: مَن كان لديه القدرة على طرح سؤال لديه القدرة على استيعاب الإجابة.
1- التهرب من الأسئلة: مهما كانت محرجة أو مُربكة، مهما كان سن الإبن/ الإبنة صغيراً أو كبيراً، مهما كانت دلالة السؤال أو فحواه؛ لأنّ ذلك يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف وآثم، فتتولد لديه مشاعر القلق والإضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض بـ"الكبت"، وقد يتعدى الأمر بالتأثير على نظرة الفتى/ الفتاة إلى الجنس الآخر.
وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي ليتحول الصغير إلى (COLOMB) مفتش عن الأمور الغامضة، يبحث عن إجاباته في كل حديث، في كل مجلة، وفي المراجع وعند الأقران والخدم، وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى اللامبالاة المعرفية فيبدو الفتى/ الفتاة كالمتخلف عقليّاً؛ لأن هناك عوامل إنفعالية كبّلت قدراته العقلية، كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة أسئلته العفوية، ويؤكد علماء النفس أن من توابع الكبت.. الإضطراب السلوكي، فالإهتمام الزائد والمفرط للأبناء بموضوع الجنس قد يؤدي إلى الشرود والكذب والسرقة، بالإضافة إلى القلق والعدوان، وفي بعض الأحيان إلى الإنضباط المدرسي.
2- تأثيم الجنس: أو إعتبار هدفه الأوحد هو الإنجاب، ولكن هناك مرحلة من المراحل لابدّ أن يتم تعريف الفتى/ الفتاة معنى الحديث الذي جاء في سؤال الصحابة الكرام له (ص): "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" فالجنس يعبر الزوجان من خلاله عن الحب، المودة والرحمة التي تجمع بينهما والشوق الذي يشدّ أحدهما إلى الآخر، ويمكن تقريب هذا الأمر من تصور الأولاد بالإستناد إلى خبرتهم الذاتية، بحيث يُقال لهم مثلاً، ألا يسرّكم أن تعبروا عن حبكم لإخوتكم بالمُهاداة، والكلمة الطيبة، والإبتسامة، ألا تعبّر الأُم على حبها لأولادها باحتضانهم وتقبيلهم، كذلك الأزواج يملكون وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرهم.
المصدر: كتاب مشروع الإبن المؤدب
المربي: الأب لديه جزء معيّن يعطيه للأُم، والله سبحانه وتعالى بقدرته يحمي هذا الجزء، وينفخ فيه الروح، ويعطيه القدرة على النمو فيكبر ويكبر حتى ينمو الطفل، ثمّ يولد.
الطفل: كيف يعطي الأب إلى الأُم هذا الجزء؟
المربي: الله سبحانه وتعالى يُعلّم كل أب طريقة فعل ذلك.
وقد يسأل مثلاً من اين يأتي الأولاد، فتقول له من مكان خاص في بطن الأُم، يسأل عندها وكيف يدخل الولد في بطن أُمّه؟ ولا شك أن من حق الولد أن يسأل عن هذا السؤال الطبيعي.
يخلق الله الولد في بطن الأُم (أو رحمها)؛ لأنّ الأب يضع هناك نطفة أو بذرة تندمج وتنمو مع بيضة في الأُم فبذرة من الأب وواحدة من الأُم في ذلك المكان الآمن المستقر، ويصبحان بعد ذلك بذرة واحدة لتنمو وتكبر وتصبح ولداً صغيراً.
ولا شك أنّ الولد سيقبل هذا الشرح كما يتقبل غيره من الشروح التي يسمعها من والديه عن أمور أخرى في الحياة وإذا سأل السؤال المعهود، كيف يخرج الطفل من بطن أُمّه؟ فيمكن أن تشرح له ببساطة أنّ للأُم ككل النساء فتحة طبيعية قريبة من فتحة البول، وكما أنّ للأب فتحة صغيرة حيث تخرج البذرة منها، بذلك يخرج الطفل من فتحة الأُم هذه في أسفل بطنها عندما يكبر ويصبح طفلاً كاملاً.
2- تساؤلات حول الفارق بين الجنسين:
يتبلور إدراك الفارق بين الجنسين بداية من سن الثانية والنصف، وهنا يجدر الذكر أيضاً ضرورة إفهام الأبناء أن قضية وجود جنسين هي قضية إختلاف نوعي يعطي لكل من الجنسين دوره المتميز المكمل لدور الآخر، فلابدّ أن تدرك الإبنة أنها لا تملك شيئاً أقل من الولد، ولكن الأعضاء المختلفة التي تملكها بداخل جسدها وهي الرحم – ولابدّ من الحديث هنا بنبرة الإعتزاز بهذا الفارق – فهي إن شاء الله ستكون أُمّاً تحمل وتلد، وتصبح الجنة تحت أقدامها وهو ما ليس بمقدور الولد، ومن ناحية أخرى لابدّ من تربية الإبنة منذ الصغر (بدءاً من 7 سنوات) على إشعارها بأن جسدها شيء خاص بها غالٍ، لا تفرط فيه، فلا تسمح لأي أحد أن يختلس النظرات إليه ولا يلامسها.
- ثانياً: الفترة من 6 سنوات إلى المراهقة:
في هذه المرحلة يبدأ الولد مرحلة الوصول إلى النضج الجنسي والنفسي، وتهدأ حياته الإنفعالية، وتتزن وتنمو مشاعر هادئة كالرغبة في تحصيل المعلومات وتنمية المهارات المدرسية، وهي "مرحلة الكمون" بلغة علماء النفس.. فنرى كيف أن تساؤلاته تطوّرت وفقاً لنموه العقلي واتّساع خبرته، وأصبحت أكثر دقة، وقد يعتقد البعض أنّه لا يجهل شيئاً بسبب غزو الفضائيات، والفيديو، والإنترنيت.
في نفس هذا الوقت نرى الفتى/ الفتاة يُظهر تحفظاً أكبر حيال الموضوع؛ وذلك لعدة أسباب، أو لها شخصيته بدأت في الإستقلال عن الأهل، كما أنّه أصبح أكثر تحسساً للموانع الإجتماعية، وسمة التكتم الذي يحيط بالعلاقة الحميمة. كما أنّه في هذه الفترة يجد راحة أكبر في التحدث عن هذه الأمور الدقيقة مع أناس آخرين لا تجمعه بهم علاقة حميمة كالوالدين.
- ثالثاً: الإستعداد لمرحلة المراهقة:
بدءاً من سن العاشرة عند الإبن، الثامنة عند الإبنة لابدّ من إعدادهم لتحولات المراهقة بشرح وافٍ. وتُقدّم هذه التحوّلات لهما على أنها ترقية ومسؤولية، فقد تبدو بوادر المراهقة في سن مبكرة، خاصة عند البنات؛ لذا ينبغي أن نسلّح الأبناء بمعلومات كافية حولها كي يدخلوها بحد أدنى من القلق، وبحد أقصى من الشوق والرغبة. أما إذا حرم/ حرمت من هذه المعلومات، فقد يصدم بالتحولات المباغتة التي تطرأ عليه، وقد يتوهم عند حدوثها أن ما يحصل في جسده من تغييرات وما يرافقها من أحاسيس جديدة، إنما هي ظواهر غير طبيعية أو أعراض مرضية.
* لماذا يجد الآباء صعوبة في محادثة الطفل عما يريده في الإجابة عن تساؤلاته؟
إنّ التهرب من الرد على أسئلة الأطفال وتعمد تأجيل الإجابة عليها قد يتركهم نهب صراعات فكرية تؤثِّر في حياتهم النفسية بشكل أو بآخر.
التربية الجنسية للطفل يجب ألا تترك، للصدقة، بل لابدّ أن تبدأ في المنزل وتستمر في المدرسة بالروح العلمية الهادئة.
قال أحد الآباء: إنّه صغير جدّاً، أو إنني لا أريد أن أفتح عينيه على مثل تلك الأمور.
وقد يجيب بعض الآباء في حيرة قائلين، إننا نعلم ضرورة إجابة الطفل على تساؤلاته الجنسية، ولكن إننا نخجل ولا نعرف من أين نبدأ؟، أي أنّ الآباء يترددون في شرح المسائل الجنسية لأطفالهم، لا لأنّ الحقيقة التي يتشدقون بها ستضر بالأطفال أو تخدش من حياتهم، ولكن لأنّهم هم أنفسهم يخجلون من البوح بها.
أمّا إذا كنت ستتعلثم وتخجل حينما تحاول التكلم بصراحة، فإن لهجتك ستظهر للطفل أن تساؤلاته وفضوله في المعرفة عن تلك المسائل غير مرغوب فيها أو غير لائقة، مما قد تطبع في نفسه فكرة الإثم والذنب مما يخجله هو بالتالي، وينزوي بنفسه أو ينطق بتلك التساؤلات لمعرفة مكنوناتها من مصادر قد تكون مضللة غير سوية.
ومن المستحسن أن تكون الأجوبة واضحة وبسيطة لدرجة يستطيع الطفل إستيعابها، فقد يبدأ الطفل اللعب بأعضائه الجنسية من سن الطفولة الأولى عن طريق اللعب العادي أو الرغبة في الكشف العادي لأجزاء الجسم، وقد يشتق الطفل من هذه الملامسة لذة كما يشتقها من أي جزء آخر من أجزاء جسمه، ولكن يحدث أن ينهره ووالده بشدة أو يضربانه مما قد يلفت نظر الطفل إلى هذا الجزء من أعضائه مما يزيد من أهميته في نظره أو إلى غرس صورة في ذهنه عن قبح هذا العضو وقذارته مما قد يكون له أثر سيِّئ في مستقبل حياته.
فالطفل يتعلم الفرق بين اليد والقدم وبين الذراع والساق، بينما نجد أنّ الأعضاء التناسلية تحتفظ بالسرية التامة كأن تشير الأُم على الصبي وتقول للطفل: ما هذا؟ فيقول: عين، وكذلك باقي الأعضاء عدا الأعضاء التناسلية.
- مشاهد وأسئلة:
وهناك بعض الأسئلة التي يحار الأطفال غالباً في معرفة الإجابة عليها، والتي كثيراً ما يتهرب الآباء عن الإجابة أو يعمدون إلى تأجيلها بصورة أو بأخرى من تلك، من أين جئت أنا؟ الرد: ينمو الطفل داخل بطن الأُم ثمّ يخرج منها ليكبر مثلك. كيف ولدت أنا؟ الرد: إنك كنت صغيراً ولذا بقيت في بطن أُمّك حتى كبرت ثمّ خرجت من بطنها من فتحة تسمى الفرج، قد يثار سؤال خاص يدور الأب، وعادة لا يثار هذا السؤال حتى سن متأخرة نسبيّاً وهذا السؤال هو: كيف وجدت في بطنك؟ الرد: كل شيء حي لابدّ أن يكون له أبوان، نسمى أحدهما الذكر وهذا هو بابا والأخرى أنثى وهي ماما، وأنا كنت فين قبل ما أتولد؟ الرد: كنت نونو في بطن ماما أيضاً، وإزاي دخلت بطن ماما؟ الرد: بنا خلقك من بيضة ضغيرة في بطن ماما، والبيضة فضلت تكبر وبعدين مما ولدتك، وأنا جيت من بطن ماما إزاي؟ الرد: أتولدت بعد ما كبرت في بطن ماما، وأنا أتولدت منين؟ الرد: ماما ولدتك من بين رجليها.
وإذا سألت الطفلة لماذا لا تستطيع التبول وهي واقفة مثل أخيها؟ فعلى الأبوين إستقبال السؤال بهدوء والإجابة عليها بهدوء أيضاً، وذلك بالرد التالي: علشان إنتي بنت حلوة ومش لك زي الولد.
وإذا سألت وليه أن مش زي الولد؟ الرد: علشان ربنا خلق من كل نوع ذكراً وأنثى، وكل نوع عنده حاجات مش عند النوع الثاني، شوفي أنتِ عندك شعر طويل جميل عشان إنتي بنوته حلوة، لكن أخوك شعره قصير علشان هو ولد.
وإذا رأى الطفل أبوه يحتضن أُمّه ويقبلها، فسوف يتساءل ليه يا بابا بتبوس ماما وتحضنها مش كده عيب؟
عندئذٍ على الأب أن يستقبل السؤال دون إرتباك أو تهديد للطفل أو طرده بعيداً، بل عليه أن يحمل الطفل ويقبله ويحتضنه ويقول له: أنا أبوسك وأحضنك عشان بحبك، وكمان بحب ماما عشان كده كنت أبوسها وأحضنها زيك.
لابدّ للكبار من إحترام فضول الطفل، وأن تؤخذ الأسئلة بمنتهى الجدية وبصبر طويل، وخصوصاً عندما تتوالى الأسئلة وتتولد من بعضها الآخر. قد يثير بعض الأطفال أسئلة مخجلة في الأماكن العامة أو في أثناء إصطحابهم في زيارات الوالدين لأصدقائهما أو للمعارف والأقارب.
ويجب على الآباء يتضايقوا أو يثوروا على الطفل بالنهر والزجر الشديد، وإنما يجب إفهام الطفل بهدوء أنّه ليس من المناسب الإجابة على أي سؤال أمام الناس، وذلك بإيماءة بسيطة سر فيها الوادان للطفل في أذنه، بذلك نعلم الطفل أنّه ليس كل سؤال يسأل في أي وقت وفي أي مكان.
إنّ محاولات الإخفاء والتمويه الشديدة عن الطفل، وعدم مناقشته في هذه الأمور بشكل مبسط، يجعله يعتقد أنّ هذه العلاقة آثمة ومحرمة وغير مقبولة أخلاقياً مع الآخرين.
- محاذير الإجابات عن أسئلة أولادنا الجنسية:
قاعدة هامة: مَن كان لديه القدرة على طرح سؤال لديه القدرة على استيعاب الإجابة.
1- التهرب من الأسئلة: مهما كانت محرجة أو مُربكة، مهما كان سن الإبن/ الإبنة صغيراً أو كبيراً، مهما كانت دلالة السؤال أو فحواه؛ لأنّ ذلك يشعر الأبناء أن ميدان الجنس ميدان مخيف وآثم، فتتولد لديه مشاعر القلق والإضطراب والرفض، وهذا ما يسميه البعض بـ"الكبت"، وقد يتعدى الأمر بالتأثير على نظرة الفتى/ الفتاة إلى الجنس الآخر.
وللكبت نتائج أخرى كثيرة منها تأجيج الفضول الجنسي ليتحول الصغير إلى (COLOMB) مفتش عن الأمور الغامضة، يبحث عن إجاباته في كل حديث، في كل مجلة، وفي المراجع وعند الأقران والخدم، وإذا واجهه الفشل في الوصول إلى إجابات مقنعة يفقد الصغير ثقته في قدرته العقلية، وقد يؤدي ذلك إلى تعطيل رغبة المعرفة لديه فيلجأ إلى اللامبالاة المعرفية فيبدو الفتى/ الفتاة كالمتخلف عقليّاً؛ لأن هناك عوامل إنفعالية كبّلت قدراته العقلية، كما يفقد الصغير ثقته بوالديه اللذين يفشلان في مواجهة أسئلته العفوية، ويؤكد علماء النفس أن من توابع الكبت.. الإضطراب السلوكي، فالإهتمام الزائد والمفرط للأبناء بموضوع الجنس قد يؤدي إلى الشرود والكذب والسرقة، بالإضافة إلى القلق والعدوان، وفي بعض الأحيان إلى الإنضباط المدرسي.
2- تأثيم الجنس: أو إعتبار هدفه الأوحد هو الإنجاب، ولكن هناك مرحلة من المراحل لابدّ أن يتم تعريف الفتى/ الفتاة معنى الحديث الذي جاء في سؤال الصحابة الكرام له (ص): "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" فالجنس يعبر الزوجان من خلاله عن الحب، المودة والرحمة التي تجمع بينهما والشوق الذي يشدّ أحدهما إلى الآخر، ويمكن تقريب هذا الأمر من تصور الأولاد بالإستناد إلى خبرتهم الذاتية، بحيث يُقال لهم مثلاً، ألا يسرّكم أن تعبروا عن حبكم لإخوتكم بالمُهاداة، والكلمة الطيبة، والإبتسامة، ألا تعبّر الأُم على حبها لأولادها باحتضانهم وتقبيلهم، كذلك الأزواج يملكون وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرهم.
المصدر: كتاب مشروع الإبن المؤدب
|
|