فلسفة الانجذاب نحو الجنس الآخر


الانجذاب مسألة فلسفية كبيرة ناقشناها في كتبنا العلمية، نحن المتخصصين في الحب والجنس. وأحد الأسئلة الجذرية هو: لماذا يوجد إنسان يجذبك وإنسان لا يجذبك ولا تتأثر به إطلاقاً؟
في دراسة فلسفة الإنجذاب، هناك سؤال ضيق مخصوص وهو: لماذا ينجذب بعض الناس إلى أشخاص يهينونهم، وينفرون في المقابل من أشخاص يحبونهم ويقدرونهم؟
إن حالة الإنجذاب هي حالة طبيعية رائعة، ولكنها حين تكون مغموسة بالانحراف فهذا يعني أن المشكلة نفسية.
بدراسة بعض حالات "انجذاب المهانة"، قد نجد البعض، خاصة النساء، يكون لديهم والد قاسٍ. فالأنثى من هذا النوع تنجذب إلى نموذج والدها حتى تؤذيه، أو حتى تقاوم الكراهية ضده. ربما هي امرأة في واقع الأمر لا تريد الاستقرار، وتعرف أن هذا الإنجذاب لن يخلق زواجاً. وربما هي تريد الارتباط برجل متعب مؤذ، وهي على مستوى اللاشعور تجد نفسها فدائية تعتقد أنها تستطيع أن تنقذه من الشر داخله وتجعله إنساناً جيداً.
وهكذا، ربما.. وربما.. وربما.. التحليلات عديدة، لكننا ندرك أن العلاقة الحقيقية الطبيعية فيها رحمة ومداراة. ولكن حين يكون الأذى عماد العلاقة، فإن الأمر يكون مختلاً.
إنّ معظم حالات العدائية التي يكون الرجل فيها عنيفاً، والتي تتقبلها المرأة، تعود حقيقة إلى نقطة مأساوية، وهي أن كثيراً من الرجال كانوا قد مروا بتجربة مؤلمة في بدايتهم، أي مع أهلهم. وبكل أسف، بعض الأهل يرون الأمر عادياً وعابراً. لكن التجارب المؤلمة ليست عابرة ولاعادية.. فكل ألم يمر به الولد، يبقى في ذهنه ويؤثر في حياته كلها، وحياته الجنسية بشكل خاص.
إنّ كثيراً من الرجال المعذبين يبقى داخلهم سؤال يحيرهم: لماذا لا يختفي أذى جنسي حصل لي، أو خطأ جنسي اقترفته وأنا جاهل، وها هو يؤثر في حياتي الحالية؟
الإجابة، بكل بساطة: لأنه لا يوجد شيء يمحو التجربة من داخل الإنسان. وليس من حل مع إنسان مر بتجربة غصباً عنه، أو من تلقاء نفسه، غير إن يحب نفسه ويطلب علاجاً، أو أن يكرمه الله بامرأة متفهمة لا تسايره في عقدته، بل تستر عليه وترفض الخطأ وتحاول أن تدله على الصح.
بين الرجل والمرأة يُفترض أن تسير الحياة مثل الرياضيات: هناك مسألة أو معادلة، وهناك حل لها. لكن الواقع يخبرنا أن كثيراً من مشاكل الأزواج قد تسايرها المرأة، مثل إهانتها، إما من خوف أو من جهل.
إن الحياة الجنسية حياة عادية، ويمكن تناولها بشكل إيجابي، مهما تكن صورتها قاتمة.
إن تعلم مهارة التعامل مع مشاكل الحياة الجنسية يساعد الرجل والمرأة على أن تكون عندهما مهارة في الحياة عامة.
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook