أيها الشاب.. تدبر العاقبة قبل الإقدام

من الأمور التي تجعلنا نقدم على عمل أو نمتنع عنه هو التأمّل في نتائجه، فإذا كانت طيِّبة وخيِّرة ونافعة أقدمنا عليه، وإذا كانت سيِّئة وخبيثة ومضرّة اجتنبناه، وتلك هي الحكمة في شخصيّة الشاب أو الفتاة، فحساب النتائج عملية عقلية، وهو دليل الوعي والتصرّف المتزن، ولذلك أمر النبيّ (ص) باتباع هذا الاسلوب الحكيم في كلّ عمل نقوم به «إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته فإن كان رشداً فامضِ وإن كان غيّاً فانتهِ».
فتدبُّر العاقبة، والموازنة بين المفاسد والمنافع، يحدّ من الاندفاع نحو المنكر، فشارب الخمر حينما يقف على النتائج المترتبة على السكر، سيرى أنّها مذهلة ومروّعة ومدمّرة، وقد توقّف بعض المدمنين فعلاً بعد ما اطّلعوا على ما يسبِّبه من فظائع.
غير أنّ الربط بين العمل ونتائجه قد يكون نافعاً في المراحل الأولى للابتلاء بآفة من الآفات التي سنأتي عليها، وإلاّ فبعد أن تستفحل الآفة ويستعر أوارها وتأخذ مأخذها من أعصاب المدمن وشهـوته وانحـدار تقديره لقيمة فعله، فإنّه لا يربط بين العمل والنتائج الكبيرة من حيث ما ينتهي إليه من نهايات مؤسفة، وإنّما يربط بين العمل وبين نتائجه الآنية التي يقطف فيها اللذّة التي تشبه عود الثقاب فهي سريعة الاشتعال سريعة الانطفاء.
ولعلّ من بين أهم عوامل تدبّر العاقبة، حساب ما يجرّه الادمان من إثم سيبقى يلاحقه إلى يوم الدين، في حين أنّ اللذّة تفنى وتندثر.
لمزيد من التواصل مع موقع  عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook