تأثير اللعب على نمو الطفل وتكامله

يغفل الكثير من الآباء وبعض المسؤولين في المجتمع عن أهمية وتأثير الألعاب على نفوس الأطفال، فتراهم يبخلون عليهم بشراء وتهيئة وسائل الألعاب الضرورية لهم، بل قد يعتبروا ذلك أمراً عبثياً لا داعي له، في حال انّه لو كان في اللعب هدفاً خفياً، فهو قد يتجاوز عن كونه لهواً ولعباً فيكون أمراً مقدساً، هذا مضافاً إلى أن جماعة آخرين يحاولون اغتنام الوقت الذي

يكون فيه الأطفال مشتغلين باللعب ليأمنوا شرهم ويكونوا في راحة، بعيداً عن صياح وتهريج الأطفال، غافلين عن وجود جوانب مضرة في اللعب أيضاً، في حال كون القيام بالنشاطات والألعاب من خواص هذه المرحلة الأخلاقية والنفسية والجسمية.
ومن هنا نرى الطفل في بعض المدارس ومراكز التعليم التي تفقد الإمكانات والألعاب للأطفال، عندما يحضر الدرس ليس له ذلك الإطمئنان الذي يتمكن به من جمع قواه الذهنية ليفهم الدرس، لأنّه لم يفرّغ طاقاته المتراكمة في وجوده عن طريق اللعب في دروس الرياضة، أو في أوقات التنفس والراحة بصورة كافية، بالقيام بالنشاطات والحركات.
ولذا فإن مما يلزم على الآباء هو إعداد ما يحتاج إليه الأطفال من وسائل اللعب، وعلى المعلمين هدايتهم وإرشادهم، بحيث لا يشعر الأطفال أنّهم بلعبهم يضيّعون الوقت من غير انتفاع وفائدة، بل يحاول المعلمون مساعدتهم في ذلك وترغيبهم في اللعب، من خلال اللعب في الأوقات المناسبة، من أجل اتساع رقعة التعليم لديهم، والحفاظ على هدوءهم، وإغتنام الفرص بكسب التجارب المفيدة، ونيل الأهداف السامية المتوخاة من التربية والتعليم.
وجملة القول هو، انّ الآباء والمعلِّمون يستطيعون قيادة الطفل، وهدايته عند قيامه بالنشاطات في مختلف المجالات، العاطفية، والأخلاقية، والتعليمية، وحتى في علاقاته المشروعة مع زملائه، بل مع سائر أفراد المجتمع فيما إذا كانوا مؤمنين، ولهم إعتقاد راسخ بالحق تعالى، وقد عرفوا أنفسهم وهذّبوها، وكانوا عارفين بأصول ومباني التربية والتعليم في الإسلام، ولهم معرفة كافية بكيفية التعامل مع نفس الطفل وتربية شخصيته، حينئذ يتمكنون من الخطوة إلى الأمام، من أجل تحقيق الأهداف السامية للتربية والتعليم في الإسلام.