أفكار جيدة لتوفير وقتك وزيادة إنجازاتك


أجل ما قيل في الوقت أنّه هو الحياة، وأن إدارته هي قيادة للذات وإدارة للحياة، بل إذا أردتُ أن أكون أكثر دقة وإنصافاً فإنني أقول: إنّ إدارة الوقت هي في الحقيقة إدارة مسبقة لليوم الآخر، ذلك لأنّ الدنيا ما هي إلا مزرعة للآخرة، فمن أحسن فيها حصد في الدنيا والآخرة ما يَسُرُّره ويثلج صدره، ومن أساء فلا يلومنَّ إلا نفسه.
يقول الإمام ابن القيم – يرحمه الله - : "وقت الإنسان عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته".
ويقول الشاعر:
الوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه **** وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يضيعُ
ويقول ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل".
ولأن قضية الوقت ليست من الأمور الهامشية لصناع الحياة ومهندسي التأثير؛ فإنني أُضيف لك – عزيزي القارئ – لتصبح عندك مجموعة ثرية من الأفكار تستطيع بها أن تزيد إنجازاتك لتصبح فرداً فاعلاً في الحياة، ومن هذه الأفكار:

1- قاوم "التهريج": لا تجعل زملاءك في العمل يضيّعون وقتك، ربما تستطيع أن تقضي معهم وقتاً لطيفاً أثناء الغداء أو خارج العمل، فيما عدا ذلك ركِّز في عملك. 2- احتفظ بملف لبطاقات المناسبات: اشتر بضعة بطاقات لمناسبات مختلفة مثل الأعياد، الاحتفالات السنوية، الشكر والامتنان، التعافي من المرض، التهاني، وغيرها، ثمّ رتبها وفق مناسبة استعمالها، لأن إرسال البطاقات في أوقاتها يوفر عليك مشقة الذهاب شخصياً إلى كل مناسبة. 3- احتفظ بمخزون من الهدايا: كلّما ظهر تخفيض (أوكازيون) على هدية ما، بادر بشراء بعضها، وهذا يعني أنّه سيكون لديك دائماً هدايا للمناسبات المفاجئة. 4- تعلم كيف تقرأ بسرعة وتكتب (على الحاسب) بسرعة أيضاً: تستطيع أن تشترك في دورة تدريبية لتعلمهما، وأن تفعل ذلك من خلال حاسبك الشخصي، فاستثمار بعض الوقت في هذين النشاطين سيوفر عليك وقتاً أكثر في المستقبل. 5- وقتك أم نقودك؟: عليك أن تسأل نفسك دائماً: هل الأوفر أن أقوم بهذا العمل بنفسي، أم أن أدفع لشخص آخر مقابل القيام به؟ وستكتشف أحياناً أن تكليف شخص آخر سيحفظ لك وقتاً أثمن من النقود. 6- إذا كنت مغرماً بالحيوانات الأليفة، فاختر أقلها احتياجاً للوقت والرعاية: فالطيور تحتاج إلى رعاية أقل من البقر، والأسماك تحتاج إلى رعاية أقل من الغنم. 7- لا تترك الأشياء تتكدس حولك: نظف أولاً بأوّل. 8- تحاشَ الأشخاص الذين يستهلكونك: ربّما يكون جيِّداً أن تستثمر بعضاً من وقتك في تنمية علاقاتك الإجتماعية، ولكن اعلم أنّ هناك أناساً متخصصون في استهلاك وقتنا، وإغراقنا في ما لا طائل من ورائه، وإرهاقنا بتفاصيل تافهة، لذا حدد هؤلاء الأشخاص، وقلِّص علاقاتك معهم إلى أضيق الحدود. 9- مارس الرياضة: هذا سيحسن صحتك، ويجعلك تؤدِّي مهامك لفترات طويلة وبإرهاق أقل. 10- نظِّم غذاءك: احرص على تناول الأطعمة المغذية حقاً، وقاوم الرغبة في الإفراط. 11- اقرأ سير العظماء: لست بحاجة إلى اكتشاف كل شيء من جديد، اعرف ماذا فعل هؤلاء الذين اكتشفوا قبلك، وتعرف على الأساليب التي اتبعها أفضل مديري الوقت في العالم، ووفر على نفسك المزيد من الوقت. 12- البريد.. البريد: حاول أن تنجز أكبر قدر من أعمالك عبر البريد الإلكتروني، فهذا أرشد للوقت والمال. 13- استخدم كلمة "لا": أنت لست "سوبرمان"، ولكل منّا حدود من الطاقة والوقت والتحمل، ولا مفر من قول: "لا" في بعض الأحيان أمام المهام الأقل أهمية. تستطيع أن تتخلّص من المواقف المحرجة في هذا الصدد ببعض الدبلوماسية، كأن تقول: إنّه حقاً مشروع رائع، ووددت لو كنت أستطيع القيام به، ولكني ملتزم في مشروع آخر، لك مني كل الشكر والتقدير. 14- أنجز المهام ذات الطبيعة السنوية في شهر مميّز لديك كشهر رمضان أو شهر ميلادك أو شهر تخرجك من الجامعة: مثل فحص الأسنان، وتجديد الرخص، وما شابه، فمن المستحيل أن تنسى هذه التجديدات إذا جعلتها في شهر ميلادك. 15- أغلق التلفزيون أو ألق به من النافذة!!