الغيرة وحش يطارد الأزواج

يعتبر التآلف أروع أنواع العلاقات البشرية، و هو الهدف الأسمى في العلاقات الزوجية. و الصخرة الراسخة التي يمكن أن تستقر عليها الحياة الزوجية السعيدة. و الغيرة هي عامل قوي من عوامل تهديم هذا التآلف وتخريبه، و هي ظاهرة سلبية عامة’ لا تقتصر على مجتمع معين أو درجة معينة من التطور الحضاري. و من أهم اشتراطات تواصل الحياة الزوجية السليمة’ أن يعرف الزوجان كيف يواجهان مشاعر الغيرة، وكيف يعملان على تحويلها إلى طاقة تدعم حياتهما الزوجية.

و قد أطلق الشاعر "وليم شكسبير" على الغيرة تعبير: { الوحش ذو العيون الخضراء}، و بهذا يشير إلى ما يبديه البعض من تقبل لمشاعر الغيرة باعتبارها مؤشراً من مؤشرات الحب العميق، رغم ما تحمله من دمار لذلك الحب. اما الشاعر "ميلتون" فيطلق على الغيرة تعبير:{جحيم المحبين المجروحين}.. و هذه التعبيرات رغم ما مر من سنوات على إطلاقها، ما زالت لها نفس القوة و المصداقية.

ويقول العلماء أنهم فشلوا في العثور على مجتمع يخلو من الغيرة، ولكنهم وجدوا أن ما يثير الغيرة في مجتمع ما، يختلف تماما عما يثيره في مجتمع آخر.

و في المجتمعات الحديثة، غالبا ما ينظر إلى الغيرة باعتبارها مقياسا للحب. خاصة إذا كانت هذه المجتمعات تتبنى فلسفة رومانتيكية بالنسبة للحب و الزواج. و من الواضح أن المجتمع الذي يعطي وزنا كبيرة لقيمة التملك و الملكية الخاصة’ يصبح فيه الناس أكثر رغبة في امتلاك الأشياء و الناس معا.. ولذلك فمن بين الأشياء التي تشجع على الغيرة، اعتبار الزوجة عنصرا من عناصر ملكية الزوج. و في كتابهما عن {الغيرة} يتحدث " جوردن كلانتن " و " لين سميث" عن تباين احساس الرجل و المرأة بالغيرة، في المجتمع الأمريكي المعاصر، فيقولان :

يميل الرجال، أكثر من النساء، الى انكار احساسهم بالغيرة، بينما تميل النساء إلى التصريح بمشاعرهن و الإعتراف بغيرتهن. الرجال يعمدون في التعبير عن غيرتهم إلى العنف، و إلى القتل احيانا. وتكون مثل هذه الانفجارات متبوعة بحالة من اليأس و القنوط في أغلب الأحيان. و الرجال عندما يغارون يركزون على النشاط الجنسي والحسي للمرأة، وهم غالبا ما يطالبون المرأة بسرد كامِلِ لكل التفاصيل الدقيقة لما جرى. أما النساء الغيورات فيملن أكثرإلى التركيز على التورط العاطفي لأزواجهن مع نساء أخريات.

و في حقيقة الأمر، أن كل رجل أو امرأة قد يمارسان في أي وقت من حياتهما الزوجية الإحساس بالغيرة، و إن اختلف مدى هذا الإحساس.

و بالنسبة لعدد كبير يتحول احساس الغيرة هذا، إلى ذلك الوحش ذو العيون الخضراء الذي تكلم عنه"شيكسبير" ولكن ما هو السبيل لترويض ذلك الوحش؟!

يقول خبراء علم النفس الإجتماعي أن الخطوة الأولى هي الإعتراف للطرف الأخر بمشاعر الغيرة.

و الخطو التالية، هي بحث ما إذا كان الخطر الذي يشعر به الطرف الغيور، حقيقيا، أم أنه من نسج خياله.

عزيز الزوج اختى الزوج لا تدعا هذا الوحش يدمر حياتكما الزوجية و اعملا على ترسيخ الصخرة التي تستقر عليها حياتكما الزوجية بتحول الغيرة إلى طاقة إجابية.

تحرير : أسماعيل بديع.