من الأكثر وفاء الرجال أم النساء و ما السبب ؟

يقول مثل مغربي شائع ان «الرجل بمجرد وفاة زوجته يبدأ في البحث عن زوجة اخرى من ضمن المعزيات»، ويستخدم هذا المثل للدلالة على ان الرجل عموما ليس من شيمه الوفاء، ولا ينتظر حتى تنتهي اربعينية زوجته لإيجاد «بديل» للمرأة التي قضت سنوات طويلة من عمرها في خدمته ورعايته وتربية اولاده.

واللافت انه يجد كل التشجيع لاتخاذ هذا القرار على وجه السرعة من طرف الاقارب والجيران والاصدقاء، باستثناء الابناء الذين يبدون معارضة في البداية لهذا القرار لعدم تقبلهم ان تأتي امرأة لتأخذ مكانة امهم. لكنهم سرعان ما يستسلموا للأمر الواقع.

ولا يقال هذا المثل للمبالغة، بل تؤكده حكايات واقعية كثيرة، حتى انه يتم تسليط الاضواء على «المرشحات» للزواج بـ «الرجل الوحيد» وتكثر حولهن الهمسات خلال ايام العزاء. لماذا إذن يسرع الرجل في الارتباط بأخرى بمجرد وفاة زوجته؟ هل هذا دليل على انه اقل وفاء، ام ان هناك اسبابا أخرى تدفعه لذلك؟ ولماذا لا تلقى الأرملة نفس التشجيع من قبل المجتمع؟ فهي تجد معارضة شديدة واستنكارا. فهي مطالبة بالتضحية بكل حقوقها من أجل اولادها. إذا كانوا صغارا فلتربيتهم، وإذا كانوا كبارا ومتزوجين، فخوفا على مشاعرهم من سخرية المجتمع.

المثير في الموضوع هو أن النساء انفسهن «يتواطأن» مع الرجل، وهن اول من يشجعه على خطوة الزواج بالرغم من ان معظمهن لا يقبلن «احتلال» امرأة اخرى مكانهن. والملاحظ ان البنات يتأثرن اكثر من الابناء في حالة وفاة الام واقبال الاب على الزواج

فما هو رأي علم النفس في الموضوع؟ وهل يؤكد ان الرجل اقل وفاء من المرأة، وبماذا يفسر استعجال الرجل الارتباط باخرى بعد وفاة زوجته الاولى؟

يجيب الدكتور سعيد بحير، المتخصص في علم النفس والتوجيه السيكولوجي، ان الوفاء صفة تميز المرأة العربية المسلمة اكثر من غيرها. فالأميركية او الفرنسية تفضل ان تعيش حياتها وتستمتع بشبابها، في حين أن العربية تكرس كامل وقتها وحياتها لبيتها وزوجها واولادها.

فإحجام المرأة عن الزواج بعد وفاة زوجها يعود برأيه، الى خشيتها من انتقاد المجتمع لها، بالإضافة الى انها بطبيعتها عاطفية وترتبط بالذكريات التي كانت تجمعها بزوجها، لذلك قد يكون هذا الاحجام اختياريا في الغالب وليس اجباريا.

وفي مقابل ذلك، اعترض بحير على وصف الرجال بانهم اقل وفاء، ورأى ان هذا القول «تعبير ادبي وغير علمي». اما التفسير العلمي الذي قدمه لهذا السلوك، فهو ان الرجل ينسى بسرعة اكبر بكثير من المرأة، لذلك قد يتزوج بعد ستة اشهر من وفاة زوجته، في حين أنها قد تعيش سنين كثيرة على ذكرى زوجها المتوفى.

والى جانب سرعة النسيان التي يتمتع بها الرجل، ابرز بحير مبررا فيزيولوجيا لهذا السلوك، ويتعلق بالرغبة الجنسية التي تلعب دورا اساسيا لدفع الرجل الى الزواج، بخلاف المراة التي تستطيع ،حسب رأيه، التحكم في هذه الرغبة. لكن اذا كان الدافع «الفيزيولوجي» مبررا معقولا بالنسبة لرجل في مقتبل العمر، فما الذي يدفع رجلا مسنا للزواج وهو في خريف العمر؟

يجيب بحير ان اقدام الرجال المسنين على الزواج مرتبط بالعادات والتقاليد، بهدف اثبات الرجولة امام الاخرين، واحيانا يلعب المحيط العائلي دورا مهما في دفعه نحو هذه الخطوة من اجل التخلص من الضغط النفسي الذي يسببه له الآخرون الذين لا يكفون عن تذكيره بضرورة اعادة الزواج لاسباب شتى.

ويضيف ان زواج المسنين له عواقب سلبية، فهو يعرض امرأة شابة للترمل، واذا رزق منها بأطفال، يعرضهم لليتم، إلا ان هذا النوع من الزواج شائع في الاوساط غير المتعلمة، وفي البوادي، حيث زواج فتاة شابة من مسن امر عادي ومقبول.

المرأة عاطفية أكثر من الرجل. فالذكور قد ينسون بسرعة، فيما لا تتقبل الإناث الامر إلا على مضض.

لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook