سيناريو أمريكى من هوليود ينهى أسطورة بن لادن



تم القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى باكستان، بواسطة مروحيات تابعة للبحرية الأمريكية، ليرتاح العالم أجمع من تهديدات بن لادن للأمن القومى العالمى!!ما سبق هو نص لخبر
تصدر كافة نشرات التلفزيونات ومانشيتات الصحف على مستوى العالم خلال الأيام الماضية، وبما أن إكرام الميت دفنه، فقد تم دفن أسامة بن لادن فى قاع البحر وفق الشعائر الإسلامية بتطبيق أمريكى رحيم وشريف على خصم من خصومها اللدودين!!

وفى اعتقادى أو تصورى الشخصى أن بن لادن قد قُتل منذ فترة ليست بالقليلة، وأن جميع الشرائط المصورة التى كانت تظهر له فى النشرات الإخبارية من تدبير الـ C I Aليبرروا للعالم أسباب الحرب التى تقودها الولايات المتحدة على عدة دول عربية وإسلامية تحت مسمى الحرب على الإرهاب.

فصورة جثة أسامة بين لادن المنشورة تثير كثيراً من الشكوك حول صحة الخبر نفسه، لأن هذه الصورة يمكن اصطناعها بسهولة من خلال برامج الكومبيوتر الحديثة (الفوتوشوب)، وما زاد من شكوكى هو عدم ظهور جثمان بن لادن نفسه على أى شاشة من الشاشات التلفزيونية، ثم الإعلان سراً عن دفنه فى البحر، وهو عكس ما كانت تفعله الإدارة الأمريكية فى السابق وفى حوادث مشابهة.

فعندما قتلت القوات الأمريكية وحلفاؤها أولاد صدام حسين (عدى وقصى) خلال غزو العراق، لم تتردد الإدارة الأمريكية فى نشر فيديو للجثتين بعد ترميمهما بواسطة أطباء التجميل، رغم بشاعة مناظر الجثتين، ولكنها العقلية الأمريكية ونشوة الانتصار، بل فى كثير من الأحيان غرور القوة والعنجهة.

ثم فى مشهد مماثل آخر، عندما تم القبض على صدام حسين نفسه وصارعت الكاميرات لتصوير القوات الأمريكية وهى تقبض عليه داخل حفرة فى باطن الأرض، ثم عند إعدامه أذاعت مشهد الإعدام بمساعدة عملائها من الشيعة داخل غرفة الإعدام.

أى أن عقلية الأمريكان تحب التباهى بأفعالها، وتضخيم الأشياء وتهويلها، ولم نتعود منهم أن يأتوا (برسم كروكى) لعملياتهم أو بعض المشاهد غير واضحة المعالم، ولا تؤكد أى منها وجود (أسامة بن لادن) داخل هذا المكان، أو حتى وجود شريط فيديو لجثته، بل اكتفوا بصورة يسهل على الطفل الصغير تصميمها على الكمبيوتر.

ثم نأتى لقولهم إن (بن لادن) استخدم امرأة كدرع بشرى له، ومن يعرف عقيدة المجاهدين أو العقلية الإسلامية، يعلم أن أحب شىء على المسلم هو الشهادة فى سبيل الله، ولكنهم كتبوا هذا المشهد من خلال عقيدتهم هم فى الهروب من الموت بشتى الطرق، بل الرعب من ذكر اسمه أمامهم.

وعلامات استفهام كثيرة تدور فى رأسى حول هذا الموضوع، وأيّاً كان مصير (بن لادن) فقد انتهت قصته ولم تنته قصة القاعدة التى من مصلحة الولايات المتحدة أن تستمر حتى تستمر مصالحها وغزواتها داخل البلاد العربية والإسلامية.

وإذا كان (بن لادن) قاتلا وإرهابيا كما يزعمون، فالولايات المتحدة الأمريكية هى أكبر منظمة إرهابية فى العالم، فضحاياها فى حرب (فيتنام) و(هيروشيما ونجازاكى) فى اليابان والعراق وأفغانستان والصومال، كان أغلبهم من المدنيين العزّل، وكان الجيش الأمريكى هو الذى يهاجمهم فى بلادهم تحت حجة (الأمن القومى العالمى والقضاء على الإرهاب)، فلا فرق بينهم وبين الإرهابى الذى يروّع ويقتل بضع المئات.

فـ (بن لادن) كان له منطق ومذهب فى محاربة قوى الشر العالمية وأعداء الإسلام كما تصور هو، وسواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فلو اعتبرناه مجرماً فهو أقل جرماً وخطورة على العالم من الآلة العسكرية الأمريكية، وإن اعتبرناه شهيداً فهو بإذن الله تعالى فى الدرجات العلى من الجنة، وشهادته هى مكافاءة له وليست نصرة للأمريكان، لأنهم يتعاملون مع جسد مادى، ونحن نتعامل مع روح، وهذا هو الفرق بين عقيدة المؤمن وعقيدة الغازى والمستعمر.
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook