ماذا تفعل إذا صادفت شريكك السابق؟


ماذا تفعل أو تفعلين إذا صادفت والتقيت حبك الأوّل (خطيبك أو زوجك السابق) وأنت برفقة خطيبك أو خطيبتك الجديدة؟ هل تتقدّم أو تتقدَّمين منه للسلام عليه، أم تتجاهلانه وكأن شيئاً لم يكن؟
هو موقف محرج بالتأكيد، لكن لكل منّا طريقته في مواجهته بأسلوب عفوي في الغالب، حيث يكون معظمنا أمام مجموعة محدودة من الخيارات: إمّا المبادرة والسلام أو التجاهل ومحاولة الهروب والتملص. لكن ثمّة مشاعر غريبة تختلج في داخلنا في تلك اللحظات، نحاول جاهدين إخفاء إنعكاساتها على وجوهنا. أليس كذلك؟ هنا، شهادات يتحدّث فيها شبّان وفتيات عن موقفهم في لحظات مماثلة.
- ماضٍ انتهى:
محمد سعيد (23 سنة): "من الطبيعي أن يتحدّث الإنسان مع شريكته السابقة إذا ما قابلها عن طريق الصدفة. أمّا أنا شخصياً، فسأقدمها إلى خطيبتي بشكل طبيعي وهادئ، لأني أعتبرها مجرد ماضٍ انتهى. لكني لن أسمح لخطيبتي بأن تفعل مثلي إذا ما تعرضت لهذا الموقف، لأني أرفض رؤية الرجل السابق في حياتها، وأعتقد أن هذا موقف طبيعي عليها أن تتقبّله. بصراحة، أتمنى ألا يحصل هذا الموقف، سواء أكان معي أم معها".
- رجل شرقي:
محمد كمال (21 سنة): "إذا التقيت خطيبتي السابقة عن طريق الصُّدفة، فسأتحدّث معها بروح رياضية للغاية، كأي شخص عادي أعرفه. وقد أعرفها إلى خطيبتي، وتسير الأمور بشكل طبيعي. أمّا إذا حصل هذا الموقف مع خطيبتي، فسأتقبّل الأمر، خصوصاً إذا ما كان هناك إرتباط رسمي بينها وبين الشخص المذكور. كما أني لن ألومها، إنما سأتصرف بمرونة. أمّا إذا كان ما بينهما مجرد قصة حب فلن أتقبَّل الأمر، لأني رجل شرقي، وحقي عليها في هذه الحالة أن تحترم موقفي، لنتفادى أي خلافات مستقبلية قد تؤدي إلى إنفصالنا بعد ذلك. فعلى الرغم من أني أنظر إلى الماضي، على أن بمثابة شيء لا أستطيع تغييره، لكن علينا التصرف بحكمة في مثل هذه المواقف".
أماني عبدالراضي (19 سنة): "لا أعرف ماذا أفعل في مثل هذا الموقف المفاجئ، لكني متأكدة من أني سأصدَم في البداية، وسأتعمَّد تجنب نظراته وكأني لا أراه لأن ذلك قد يضايق خطيبي. وأعتقد أن من حق خطيبي ألا يشعر بعدم وجود شخص آخر في حياتي، سواء أكان في الماضي أم الحاضر، فهو الوحيد في حياتي، وسأحرص دائماً على أن أؤكد له هذا الإحساس تجنباً لحصول خلافات قد تدمّر علاقتنا.
- غيرة شديدة:
رضوى علاء (18 سنة): "قد أتحدث عن خطيبي السابق، ولكن ليس بشكل كبير ومؤثر، وسأحرص على ألا أضايق خطيبي بحديثي عنه، حتى لا يغضب أو يثور عليَّ. ومع ذلك، أعتقد أني لن أكون قادرة على التحدث معه إذا رأيته مصادفة، لأنّ الرجل لا يرحب أبداً بمثل هذا الموقف، وقد يصاب بالغيرة الشديدة، وهذا موقف أسعى إلى تجنبه. لكن، في حال وجدت نفسي في مثل هذه الورطة بشكل مفاجئ، فسأحاول التعامل بهدوء، خاصة إذا وجدت أن شريكي يتعامل مع الأمر بلا مبالاة".
دعاء عبدالعزيز (20 سنة): "أخشى أن يتعرف خطيبي الحالي إلى خطيبي السابق، لأنّه قد يغار منه، فالرجل لا يتقبَّل مثل هذه الأمور، لا بل إنّه يعتبرها بمثابة إهانة، على الرغم من يقينه بأنّ الماضي لن يعود، وبأنّه أصبح الرجل الوحيد في حياتي. أمّا عن خطيبي وحبه السابق، فإني أرفض أن ألتقيه حتى عن طريق الصُّدفة، لأن هذا الموقف يستفزني كثيراً".
مصطفى فهمي (25 سنة): "أتقبَّل هذا الموقف بشكل عادي، خاصة إذا كان عن طريق الصُّدفة، فخطيبتي السابقة لم تعد تمثل لي شيئاً، والتعارف بينها وبين زوجتي سيكون أمراً عادياً، خصوصاً أني لا أفكر فيها على الإطلاق، لكني، وعلى الرغم من ذلك، أرفض التعرُّف إلى خطيب زوجتي السابق، لأني رجل شرقي، ولا أسمح بحصول ذلك، لأني لا أحب أن أشعر بأن هناك رجلاً آخر في حياة زوجتي حتى وإن كان ذلك من الماضي، فهذه طبيعتي وعلى زوجتي إحترامها".
- أمر طبيعي:
نيفين محمد توفيق (17 سنة): "أرى أنّ من الطبيعي جدّاً، أن يتعرف خطيبي إلى حُبي القديم في حال كان ذلك عن طريق الصُّدفة، لأني لا أتوقع أن أقوم بتصرف آخر. وأظن أن خطيبي سيتقبّل الأمر، وأنّه لا داعي لأن يقلق أو يغضب من هذا اللقاء العابر. لكني في المقابل أرفض لقاء حبيبة خطيبي ولا أستطيع تقبُّل الأمر، فأنا غيور للغاية ولا أعرف ما قد أفعله إذا ما رأيتها أمامي، لكن أظنني سأغضب كثيراً".
- طبيعة الرجل:
نورهان أسامة (18 سنة): "لا أستطيع أن أقدم خطيبي السابق لخطيبي الحالي، لأنّ الرجل لا يتفهّم هذه المواقف. لذلك، أفضّل أن أتابع سيري وأتجاهل الموقف. مع ذلك، فإني لن أغضب إذا ما رأيت حبيبة خطيبي السابقة، وتعرفت إليها، لأني متأكدة من أنها أصبحت من الماضي، وأني سأنال تقديره إذا ما تعاملت مع الموقف بموضوعية، فالصُّدفة وحدها هي التي جمعت بيننا، لذلك لا داعي للوقوف عند هذا الموقف".
دعاء الزيات (24 سنة): "أظن أني لن أسعى إلى تعريفهما ببعضهما بعضاً، وذلك إحتراماً مني لزوجي ولذاتي. وفي رأيي أنّ هذا هو تصرُّف الزوجة الحكيمة، الذي يتناسب مع طبيعة الرجل الشرقي الغيور، الذي لا يرحب دائماً بمثل هذا التعارف، حتى وإن حصل عن طريق الصُّدفة".
- صراحة وشفافية:
تؤكد أستاذة علم النفس، رئيسة قسم علوم الجريمة في "المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية"، الدكتورة سميحة نصر، أنّ الشخصية التي تفضل الصراحة والشفافية، وتحترم ذلك في شريك حياتها تتقبَّل هذا الموضوع، لأنّها تكون واثقة تماماً بأنّها أصبحت حبه الأخير والوحيد. تضيف: "يكفي المرأة هذا الشعور الذي يعطيها الإحساس بالطمأنينة. تكون النتائج لمصلحتها دائماً، فينظر إليها الآخر نظرة إحترام وتقدير، لأنّها لم تكن متسرعة في ردود أفعالها، بل واثقة بذاتها وبحبها". تتابع: "على النقيض تماماً، نرى الفتاة الغيور التي لا تحبّذ أبداً أن يتحدث خطيبها عن حبيبته السابقة حتى عن طريق الصُّدفة، وقد تسبب هذه الشخصية العديد من المشكلات وتضرُّ بنفسها، ومن الممكن أن تهدم حبها في غفلة منها".
وتقول الدكتورة نصر: "أمّا الشاب المصري أو الرجل الشرقي بصفة عامة، فإنّه لا يتقبَّل هذا اللقاء المفاجئ، وقد يتخذه سلاحاً ضد شريكته في المستقبل بسبب غيرته الشديدة أو عدم ثقته بها". وتنصح كل شاب وفتاة ببناء علاقة عاطفية، أساسها في المقام الأوّل الثقة المتبادلة بين الطرفين، حتى تكون الحياة مستقرة بلا عناء أو مشاحنات.
- ثقة وإحترام:
من ناحيتها، تعتبر أستاذة القانون الجنائي في "المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية"، الدكتورة فادية أبو شهبة، أنّه غذا قابلت المرأة زوجها السابق، ولزم التعارف بينهما، فلا مانع من ذلك لأن هذا يعود إلى الثقة وإحترام الآخرين بين كلا الطرفين. تضيف: "على الرغم من ذلك، فإني أكاد أصرّ على أنّ الرجل الشرقي لا يرحب بمثل هذا التعارف، حتى إذا جاء عن طريق الصُّدفة. لذلك، لابدّ أن تكون الزوجة حكيمة في رد فعلها وأن تتفهم جيِّداً طبيعة شخصية زوجها، وما إذا كان سيتقبَّل هذا الموقف أم لا، وبناء على هذا، يجب التصرف بموضوعية في هذا الموقف". تتابع: "لا داعي لأن أكرر أنّ الرجل لن يكون متفهماً لهذه المواقف التي قد تصادفنا في الحياة بشكل مفاجئ. لذلك، لابدّ أن تكون المرأة أكثر ذكاء وتتحكم في ردود أفعالها حتى لا تندم، فهي كائن عاطفي، ولكن في مثل هذه المواقف لابدّ أن تلجأ إلى العقل حتى لا تفلت زمام الأمور من يديها".
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook