لاتكن لطيفا أكثر من اللازم


راقت لي خلاصة من كتاب ( لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم ) فأحببت أن أنقله تعميماً للفائدة … !!!

تحاول دائماً أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون‏ ,‏ وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم ‏,‏ تسارع إلى مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقتهم حتى لو أثاروا غضبك ‏,‏ إذاً أنت شخص لطيف وتحب وتحرص علي أن يصفك الناس هكذا‏ . ‏

ومع ذلك إذا أمعنت التفكير في سلوكياتك‏’‏ اللطيفة‏’‏ ستكتشف أنها في كثير من الأحيان سلوكيات‏’‏ انهزامية‏’‏ كأن تقول نعم حينما كان ينبغي أن تقول لا ‏,‏ أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضباً‏ ,‏ أو تلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين ,‏ وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصاً عزيزاً عليك‏ .‏ أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقة سلبية على عملك وعلاقاتك الاجتماعية ‏.‏
ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يتسم باللطافة هي النزعة إلى الكمال مما يفرض ضغوطاً كبيرة عليه‏,‏ ويتطلب مجهودا مضنيا منه لاثبات الذات ‏,‏ والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه‏,‏ فضلاً عن الإرضاء الدائم للآخرين . ‏

ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيباً ولكنها تصبح خطأ عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك ‏,‏ أو تكبدك ما لا تتحمل من مجهود أو وقت أو مال‏ ,‏ أو عندما تصبح هاجساً لدرجة تعرقل أداءك لعملك ‏. ‏وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان (‏ وليس مجرد ترديد العبارة ‏) ‏بأنه لا يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك‏ , ‏يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين ‏.‏

وبجانب النزعة للكمال يلخص ديوك روبنسون في كتابه‏’‏ لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم‏’‏ أخطاء أخري يقع فيها الناس اللطفاء بشكل يومي منها ‏:‏ ‏

- ‏ا لقيام بالتزامات أكبر من طاقتك‏ :‏ عادة دون أن نشعر يوقعنا اللطف في مأزق‏ ,‏ إما أن نقول لا لشخص عزيز يطلب منا شيئاً فنشعر بالأنانية والذنب‏ ,‏ أو نحاول القيام بكل ما يطلب منا فنستنزف طاقتنا ‏.‏ ‏

-‏ عدم قول ما تريد‏ : ‏وربما تلجأ لذلك لأنك تعتقد أنه غير مناسب اجتماعيا‏ً,‏ أو لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيف‏,‏ أو تخشى الرفض أو لا تريد أن تسبب حرجاً لمن تحب‏.‏وفي كل الأحوال فإن عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك وكبت ما تريد في سبيل الآخرين سيؤدي بك إلى المرض النفسي والعضوي كما قد تتبدد ملامح شخصيتك ‏.‏ ‏

- ‏كبت غضبك ‏:‏ المقصود هنا هو الإبقاء على هدوء الأعصاب في حين أن داخلك يغلي نتيجة استغلال الآخرين لك أو إيذائهم لمشاعرك وهو ما يعتبر نوعاً من التزييف والكذب على النفس وعلى الآخرين‏، ‏والدعوة لعدم كبت غضبك لا تعني أبداً أن تثور كالبركان ‏,‏ كل ما عليك أن تظهر للآخرين أن ذلك التصرف يضايقك حتى لا يكررها ‏.‏ ‏

- ‏التهرب من الحقيقة‏ : ‏حرصاً على أن تكون لطيفاً دائماً فإنك كثيراً ما تتهرب من قول الحقيقة حتى لا تحرج الآخرين ولكن ذلك لا يفيدك ولا يفيدهم ‏، ‏ عليك قول الحقيقة بتواضع وحساسية ‏. ‏

فعلى سبيل المثال : إذا سألتك زوجتك عن رأيك في صينية البطاطس التي لم تعجبك‏ ,‏ لا داعي لأن تكذب وتقول إنها كانت رائعة ‏,‏ ولا داعي أيضاً أن تكون فظاً وتقول إنها كانت سيئة , بل يمكنك الإجابة بأنك عادة تحب البطاطس من يدها ولكن طعمها هذه المرة كان مختلفا بعض الشيء ‏. ‏وهكذا تكون قد خرجت من المأزق بأقل الخسائر‏ .‏

الأشخاص اللطفاء غالباً ما يفعلون الأشياء التي يتوقعها الآخرون منهم ، ويحاولون إرضاء متطلباتهم ، دون أن يؤذوا مشاعرهم، ودون أن يفقدوا أعصابهم . وعندما يهاجمهم الآخرون بغير تعقل ، يحافظون على لطفهم وهدوئهم . غير أن هؤلاء الأشخاص اللطفاء كلّما أمعنوا في التصرف بهذه النوايا الحسنة ، ومساعدة الآخرين ، وتحدثوا وتصرفوا بكل هذا المستوى الرائع من اللباقة ، ينتابهم شعور بعد ذلك بالإرهاق والإحباط وعدم الثقة بالنفس .

إن هذه السلوكيات التي يسلكها الأشخاص اللطفاء بنية حسنة ، وبطريقة معتادة لديهم ، تؤثر بطريقة عكسية على علاقاتهم ، وتنتزع البهجة من حياتهم .

بعد يوم تعترض هذه السلوكيات طريقنا ، تصيبنا بالجنون ، وتسرق وقتاً وطاقة ثمينتين هما أثمن ما نملك ، وتلخص هذه السلوكيات بتسعة أخطاء ذات نتائج عكسية ، وهي جديرة بالاهتمام لأننا بقليل من التفكير والجهد نستطيع التوقف عن فعلها :

• أن نحرر أنفسنا من الالتزام بما يتوقعه الآخرون منا مما لسنا مقتنعين به .

• أن نقول : لا ، عند الضرورة ، وأن نقي أنفسنا من تحمُّل ما لا تطيق .

• أن نخبر الآخرين بما نريده منهم، وأن نتلقاه فعلاً .

• أن نعبر عن غضبنا بطريقة تداوي ، وتصون علاقتنا .

• أن نستجيب بصورة فعالة حين يهاجمنا الناس أو ينتقدوننا بلا تعقل .

• أن نخبر أصدقاؤنا بالحقيقة حينما يخذلوننا .

• (( أن نهتم بالآخرين دون تحمل عبء محاولة إدارة حياتهم )) !!.

• أن نساعد أصدقاءنا وأحباءنا الذين يميلون لتدمير أنفسهم على أن يستعيدوا صحتهم النفسية .

• أن نشعر بأهليتنا ، ونفعنا عند مواجهة الألم ، والحزن .

ومن المعلوم أن النساء تعاني ضغوطاً اجتماعية أكبر مما يعانيه الرجال كي يكن لطيفات ، وأن معظم الناس يعتقدون أن الرجال لا يملكون المستوى نفسه من لطف النساء ، ولكن سواء كنت رجلاً لطيفاً ، أو امرأة لطيفة فمن المحتمل أنّك تكرر الوقوع في هذه الأخطاء التسعة مما يلحق بك الضرر .

إن التخلص من الأخطاء البسيطة السابقة لا يعني إطلاقا التوقف عن أن نكون لطفاء , بل فقط تساعدنا على ترشيد المجهود الإضافي المبذول للحفاظ على التعامل بلطف في كل الأوقات والذي كثيراً ما يأتي علي حساب أعصابنا وراحتنا ‏. ‏

( من كتاب لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم ) .. للكاتب ديوك روبنسون .
لمزيد من التواصل مع موقع عالم المعرفة و التميز أضغط هنا و أنضم لصفحتنا على Facebook