كيف تختار أنشطة الطفل خارج المدرسة ؟

الدخول المدرسي يعني العودة إلى المدرسة من جديد.. والإنخراط في أنشطة أخرى مستقلة عن المدرسة! الجودو، الشعر، المسرح... فهل يجب فعلا تسجيل أبنائنا في أنشطة كهذه خارج المدرسة ؟ وكيف نحسن اختيار النشاط المناسب لطفلنا؟ أسئلة سنجيب عنها بحول الله تعالى في هذا المقال.

إذا كان التمدرس يشغل جزءًا كبيرا من حياة الأطفال و المراهقين، فلن تسنح لهم الفرصة في ممارسة ما يحبونه من أنشطة أخرى فنية كانت أو رياضية. البعض يحتاجون في يوم من الأسبوع إلى صرف طاقتهم في أنشطة حركية، وآخرون يتمنون ممارسة أنشطة إبداعية. أما بالنسبة للأباء فهذا غالبا ما يسبب لهم إزعاجاً و َضجة يتوجب عليهم تنظيمها: كيف أختار النشاط المناسب لطفلي؟ كيف أوفر لطفلي ما يلزمه من إمكانيات؟

1-كن مستمعا جيدا لطفلك.

بعض الأطفال يحبون ممارسة أنشطة مختلفة خارج أسوار المدرسة،أما آخرون فيحبون الهدوء وعدم إزعاجهم بأمور كهذه،"فلا فائدة في تقديم الأكل لشخص غيرجائع". إنه وقت فراغ وتسلية وليس عملا إجباريا.

تذكر جيدا أن بعض الأنشطة تشغل معظم وقت الطفل! فالمسرح يتطلب تهيئاُ قبليا وتمارين خارج الفصل المدرسي،وكرة القدم لها أيضا صعوباتها: التمارين البدنية في يوم أو يومين من الأسبوع، ومباراة في يوم آخر، وقد يتستلزم الأمر أحيانا السفر إلى أماكن أخرى. لذا فعليك أن تكون على دراية بمثل هذه الأمور وأن توضحها لطفلك قبل الإنخراط في أي نادي.

2- حسن إدارة وقت فراغ الطفل.

إن ممارسة نشاط رياضي و آخر إبداعي فني يخلق توازنا كبيرا لدى الطفل، مما يتيح له الإلتزام ببرنامجه الأسبوعي و الإستفادة من الوقت الباقي متجنبا السقوط في الإرهاق بسبب كثرة التنقل بين المدرسة و المنزل و النوادي. إلا انه يوجد أطفال متلهفين لخوض التجارب و يتمنون فعل كل شيئ، في الحقيقة إنه لأمر جيد لكن يتوجب علينا في هذه الحالة تشجيع فضولهم المعرفي بشرط إعانتهم على حسن الإختيار بأنفسهم.

بعض الأباء يعتبرون أنه من الضروري أن يتلقى الطفل نوعا متميزا من التدريب و التكوين : حذاري أن تنسى أنه وقت فراغ وليس منافسة بطوليةّ! فحافظ على قوى طفلك من أن تنهار!

3- اترك لطفلك وقتا حرا.

مسرح، شعر، رياضة الدفاع عن النفس، الرياضة الجماعية، سباحة، ...إلخ. لن نتمكن من إحصاء الإمكانيات الممكن توفيرها للطفل في وقت فراغه. مهما يكن النشاط الذي اختاره – وليس نحن – احرص على ان يتبقى لديه من الوقت ما يبني فيه أحلامه: لأن مخيلته وطريقة تفكيره سوف تتطور مع مرور الوقت. إمضاء الوقت مع الأصدقاء، هو كذلك، شيء أساسي، فالطفل ببرنامجه ولو كان منظما سينقاد حثما إلى القق و الوحدة و الإنطواء ما لم يكن لديه وقت حر للقاء الأصدقاء، فالصداقة نشاط في حد ذاته! فكن إذا منتبها و يقظا وليس متشددا! وستلحظ بنفسك النتيجة المذلة التي سترضيك حيال ازدهار طفلك و تطوره.

بهذا نكون قد أنهينا رحلتنا في عالم أنشطة الأطفال و أتمنى أن أكون قد أوفيتكم بالمعلومات التي تبحثون عنها. راجين من الله تعالى أن يصلح أبناء أمتنا و ييسرهم لطريق الخير. تقبلوا أزكى تحيات أخوكم إسماعيل بديع، والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاتبه وإلى اللقاء في موضوع أخر أنشاء الله يهم تربية أطفالنا.